متى تفهمْ ؟ |
متى يا سيّدي تفهمْ ؟ |
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ |
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ |
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟ |
متى تفهمْ ؟ |
متى تفهمْ ؟ |
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ |
|
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتك |
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ |
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ |
|
متى تفهمْ |
متى تفهمْ ؟ |
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ |
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ |
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ |
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ |
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ |
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ |
أيا متشقّقَ القدمينِ.. |
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ |
|
|
متى تفهم؟ |
متى يا أيها المُتخمْ ؟ |
متى تفهمْ ؟ |
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ |
بناركَ أو بجنَّاتكْ |
وأن كرامتي أكرمْ.. |
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ |
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ |
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ |
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ |
متى تفهمْ ؟ |
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ |
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ |
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ |
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ |
.......................... |
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ |
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ |
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا |
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ |
كأنَّ جميعَ من صُلبوا.. |
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا.. |
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ |
تغوصُ القدسُ في دمها.. |
وأنتَ صريعُ شهواتكْ |
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ |
متى تفهمْ ؟ |
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟ |