سلسلة الشياتين في بلادنا ....أبو جرة سلطاني 2

أصيب الوزير الجزائري ورئيس حركة مجتمع السلم "حمس " ، بالصدمة الحضارية ، حين اضطر للانتقال في بداية شبابه ، من بلدته الصغيرة ، تبسة ، أقصى شمال شرق الجزائر ، إلى مدينة قسنطينة ، عاصمة الشرق الجزائري ، والمدينة التي تختصر في أحيائها ووجوه ناسها وحكاياتها ، كل تاريخ الجزائر ومستقبلها ، حدث هذا الانتقال ، وأُصيب بو جرة بالصدمة النفسية في زمن كانت الديكتاتورية البومدينية ترفع عقيرتها عاليا نحو السماء ، وتقضي على آخر أمل ببصيص ضوء في الجزائر المستقلة ، حينها كان على أبو جرة ، أن يبحث عن موطئ قدم في مدينة الشيخ الراحل والعلامة عبد الحميد بن باديس ، في زمن كان الناس يتباهون سرا باسم الشيخ الراحل ، ويؤدون صلواتهم في السر ، خشية من الأجهزة السرية التي زرعها بومدين باقتدار لتوقع بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه وبين الرجل وزوجته .

عاش أبو جرة كمعظم أبناء جيله ، يظهرون شيئا ويكتمون أشياء ، يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يقولون ، ولن يقولوا ، تحت ضغط الرعب الذي عممته أجهزة الدولة البومدينية الحديثة ، فهو من مواليد العام 1954 ، وهو العام نفسه الذي تبدلت فيه أهواء الثورة الجزائرية وهويتها ، وعندما شب أبو جرة " والاسم في اللهجة الجزائري يحيل إلى المشاكل والعراك ، أبو العراك " لم يجد أمامه سوى الانضمام إلى القطيع الممتد على جل جغرافية الجزائر ، ولكنه وتحت تأثير الصدمة الحضارية التي أصابته جراء انتقاله من شبه مدينة " تبسة " إلى مدينة ممتدة الجذور في التاريخ " قسنطينة " ، أراد أن ينتقم لنفسه من هذا الغبن التاريخي الملحق به ، ولكن ما كان يمنع الطالب في كلية الإعلام بجامعة قسنطينة ، فقره وبؤسه الشديد وهواه الديني الريفي في مجتمع لم يعد يتسع لمثل هذا الهواء في العلن ، فاتجه " أبو العراك " إلى طريقة جديدة قديمة لمواجهة مشاكل الحياة ، والالتفاف حول رفض المجتمع له بحركة جديدة تعيد الاعتبار لأمثاله من القادمين من الريف المهمش والمدقع بالفقر والأهوال ، ولم يكن قراره ذاك إلا فتح مكتب للدجل والشعوذة ، وفك الطلاسم والنصب على الناس باسم الدين الإسلامي .

وجدته أجهزة الأمن الجزائري متلبسا بعمليات النصب على الفقراء والمرضى النفسانيين من أبناء الأحياء الفقيرة ، باسم الدين وكتابة الحجب ، فخيرته بين الاستمرار في عمليات النصب وإعلام أجهزة الأمن بكامل أخبار زبائنه الذين بدءوا بالازدياد بسبب إتقان بوجرة لأحابيل الشعوذة أو مواجهة مصير السجن وحرمانه من الجامعة ، فما كان من الطالب الريفي الفقير الملتزم بلبس الريف ، إلا القبول والاستمرار في مزاولة المهنة .

أثبت الشاب المصدوم بأخلاق المدينة والمتورط في العمل مع الأجهزة قدرة فائقة في عمله الجديد المتجاور مع الشعوذة ، فكافأه الجهاز الأمني بتعيينه إماما متدربا من العام 1971 إلى العام 1976 في إحدى جوامع قسنطينة ومن ثم إماما وداعية ومرشدا أمنيا في الأعوام من 1977 إلى العام 1994 ، هذه الفترة التي يعتبرها بوجرة من أكثر فترات حياته تقديما للعطاءات للدولة الجزائرية ، حيث مارس دوره كمشعوذ فذاع صيته في شرق الجزائر وغربها وكسب الكثير من المال ، إضافة إلى أنه تعرف بالمرحوم محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم وكسب ثقته عبر تدخل الأجهزة السرية ، وفي الجامعة عُيّن كمدرس في كلية الإعلام ، واستطاع الانتقام وعبر الأجهزة من الكثير من أصدقائه في الجامعة ومن الجيران الذين واجهوه عبر مسيرته المهنية بممارسته للنصب والشعوذة والدجل ، بتصفيتهم عبر الوشاية بهم واتهامهم بالانتماء لمعسكر الإرهابيين الجدد ، وفي العام 1992 ونتيجة لبراعته الشديدة في الانتقام والشعوذة كافأته الدولة في مطلع أيام أزمتها ، رئيسا لمجلس الشورى الوطني في حركة مجتمع السلم ولكن لم يعجبه الموقع هذا فقط ، فتم تعيينه وزيرا للصيد البحري ، ليستولي شرعا وقانونا على جميع البحيرات والسدود في شرق الجزائر .

عين بعد ذلك وزيرا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومن وزيرا للعمل والحماية الاجتماعية ، ولكنه في كل ذلك لم يكن يترك مهنته الأساسية التي فتحت له أبواب الوزارات والحكومات المتتالية حتى كان وفاة الشيخ محفوظ نحناح في العام 2003 ليستلم بوجرة حركة مجتمع السلم ويمارس عليه فنونه في ربط المستجير أو فك قيده من الجن ، وكشف الطالع وإعادة الغائب ، لتنهار الحركة على أثر ذلك ولا يبق فيها إلا بوجرة وبعض المربوطين بفعل سحره ، ليمارسوا فنون السحر في الحكومات البوتفليقية الساحرة .

بوجرة رغم تحقيقه لكل طموحاته في الحياة عندما دخل قسنطينة قادما من تبسة إلا أنه لا يستطيع النوم ، فما زالت الأزمة نفسها تؤرقه وما زالت تبسة كما كانت ، وقسنطينة ورغم كل ما مارسه بوجرة وجماعاته من انتقام حيالها ما زالت هي المدينة التي تسحر العابرين ، ولم يجد بوجرة حلا للقضاء على ذلك بكل ما يملكه قوة السحر والشعوذة والدجل المدعومة بقوة نظام يمارس شعوذته ودجله جنبا إلى جنب مع بوجرة و ساسة الدجل في الزمن الرمادي العابر .

:| :| :| :| :| :| :| :| :|
:pirat:
تسما لازم نولي سحار كشما نحكم بلاصة مليحة فاللبلاد

راك غالط لا زم تولي شيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات
:study:

سلسلة الشياتين في بلادنا ....أبو جرة سلطاني *2*

سلسلة الشياتين في بلادنا ....أبو جرة سلطاني 2