هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةجديد منتدى Dz Screamأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
issamt50
عضو متألق
عضو متألق
issamt50


الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Algeri10
https://scream.1fr1.net
الطاقة : 240
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Vsf3ty
نقاط : 19330
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Get-7-10

الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل   الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Emptyالثلاثاء 3 نوفمبر 2009 - 23:22

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

October 28, 2009 11:57 AM


الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Sora


في
بداية الأمر، طلب أساتذة عبد المالك أوتاس منه أن يكتب المعادلات الرياضية
باللغة العربية وأن يعزِّز اعتناقه للإسلام وانتماءَه للعالم العربي، وبعد
ذلك طلبوا منه أن يكتب بالحروف اللاتينية التي لم تَعُد موصومة بطابع
الخروج عن الوطنية، وأن يفتح ذهنه تجاه الغرب.



لقد التبس الأمر على مالك، البالغ من العمر تسعة عشر عامًا،
قائلا:"عندما كنا في المرحلة المتوسطة، كنا نَدرُس باللغة العربية فقط،
وعندما انتقلنا إلى المدرسة الثانوية قاموا بتغيير البرامج وأصبح جزء كبير
منها باللغة الفرنسية، لذلك أصبحنا، أحيانًا لا نفهم حتى ماذا نكتب."



وهكذا غمر الالتباس صفحات كتابه في الرياضيات مما أحدث تأثيرًا
عميقًا في حياته، فمرَّة يغنى بإيقاع "الراب"، ومرة يروى كيف غازل الإرهاب
على مدار سنتين مع شخص كان يُجنِّد الآخرين لقتل المرتدين باسم الجهاد.



وفى الوقت الذي ظهرت فيه الصحوة الدينية في العالم الإسلامي كان
الشباب الجزائري منخرطًا في هذا الميدان، وفى هذا الإطار ذكر المسؤولون
وخبراء التعليم أن مركز هذا الصراع كان واضحًا في المدارس التي سيطر فيها
الإسلاميون على تعليم الطلاب وعلى كيفية تعلمهم، غير أن الحكومة تسعى في
الوقت الحاضر وبصورة عاجلة إلى إعادة هندسة الهوية الجزائرية وتغيير
المناهج لاستعادة الزخم من الإسلاميين وتزويد الشباب بالمزيد من المهارات
المستخدمة في المجتمع، ومحاربة الإرهاب الذي يُخشى أن تكون المدارس قد
شجعت عليه عن غير قصد.






بيد أن العديد من الجزائريين، بما فيهم الأساتذة والإداريون
يتصدون لمثل هذه التغييرات، هذا إضافة إلى قيام العديد من الشباب
الممتعضين بترك مدارسهم.



يسود التوتر في الجزائر في هذا الوقت حيث اكتظت الشوارع بالشرطة
والحواجز الأمنية لأن هناك خشية من أن تواجه الجزائر انتشار الإرهاب من
جديد، فقد شهدت الجزائر بين سنة 1991م وسنة 2002م مقتل حوالي مائتي ألف
جزائري في المواجهات التي حدثت بين القوات الحكومية والإرهابيين
الإسلاميين، والآن أعلنت إحدى المجموعات الإرهابية الرئيسية، وهى المجموعة
السلفية للوعظ والنضال، انتماءها للقاعدة تحت اسم "القاعدة في المغرب
الإسلامي."



هناك شعور مفادُهُ أن هذا البلد ما يزال فى استطاعته أن يسير في
أحد الاتجاهين. وهنا يبدو أن الشباب شديدو الالتزام بدينهم ويملأون
المساجد في الصلوات الخمس ويصرون على أن يكون لهم مكان للصلاة في أماكن
التعليم، لقد أصبحت الوهابية القادمة من المملكة العربية السعودية، والتي
تمثل صورة الإسلام الأكثر صرامة، المثل الأعلى للشباب.



ومع ذلك، يبدو أن الشباب في هذه المدينة أكثر تحررًا اجتماعيًا
من نظرائهم فى مصر أو الأردن. فالفتيان المحجبات يمشين ممسكات بأيدي
الشباب، ويجلسن جنبا إلى جنب معهم فضلاً عن المغازلة على مسمع من الملأ،
وذلك بصورة لا يمكن تخيلها في معظم البلدان الإسلامية الأخرى.



هاتان الطبيعتان تعكسان الطريقة التي انشطرت فيها الهوية
الجزائرية منذ مائة وثلاثين عامًا عاشتها الجزائر وهى ترزح تحت وطأة
الاستعمار الفرنسي، ثم منذ تحقيق الاستقلال وانتهاج التعريب القسري،
وعندما تم طرد الفرنسيين في سنة 1962م، صمم الجزائريون على إرساء هوية
وطنية خالية من التأثير الغربي، وكانت المدارس تمثل إحدى مراكز هذا
التوجه، فقد مُنعت اللغة الفرنسية كأداة للتعليم في المدارس لتحل محلها
اللغة العربية، وكان المطلوب هو تعليم الشريعة الإسلامية وتدريس القرآن،
إضافة إلى تقليص منهج الرياضيات والعلوم. قال المسؤولون عن التعليم أن
الطلاب كان يُحذرون من أن الآثمين منهم مصيرهم جهنم. هذا بالإضافة إلى أن
الأولاد في سن السادسة كان يجرى تدريبهم على الطريقة الصحيحة لِغسل جثة
الميت قبل الدفن.



هناك شعور لدى الجزائريين بأنهم ذهبوا إلى أبعد مما هو مطلوب.



لقد ذكرت خولة طالب إبراهيم، وهى أستاذة للتربية بجامعة الجزائر،
بأننا "نقول أن المدارس الجزائرية كونت وحوشًا، نعم ليس لهذا الحد، ولكن
المدارس ساهمت في هذه المشكلة ".



ذكر المسؤولون عن التعليم أن الحكومة الجزائرية قامت خلال
السنوات الماضية بالتراجع عن موقفها من خلال إعادة إدخال اللغة الفرنسية
كلغة ثانية، وتنحية الأساتذة الموغلين في حماسهم الديني والسعي لمراجعة
المناهج الدينية. فمنذ سبعة سنوات أصدرت اللجنة التي عينها الرئيس تقريرًا
تدعو فيه إلى القيام بإصلاح شامل للنظام الدراسي، غير أن هذه اللجنة تلاشت
تحت وطأة الضغط السياسي الموجه في معظمه من الإسلاميين والمحافظين، هذا ما
قاله المسؤولون.



فقد أصبح الإسلام مرتبطا بحماس الوطنية لدرجة أنه حتى التغييرات
البسيطة تم التصدي لها بوصفها خروجا عن الوطنية وذنبًا في دولة لا يزال
قادتها يستلهمون شرعيتهم من طرد المستعمر الفرنسي.



ولكن الحكومة شرعت هذا العام في إحداث تغييرات جوهرية. فبدأت
المدارس في الانتقال من التعليم الروتيني الذي كان دائما مرتبطًا بتحفيظ
القرآن، إلى التفكير الإبداعي المتمثل في حث الأساتذة للطلاب على القيام
بالأبحاث اللازمة والتفكير في المفاهيم المترتبة على ذلك.



ومع ذلك لا يزال الطلاب والأساتذة خارج نطاق الاستعداد والتدريب، وعدم تقبل الأمر في العديد من الحالات.



يقول مالك: "كان المدرسون قبلا يقومون بعملية الشرح، فإنهم يريدون منا أن نضاعف من التفكير والبحث، ولكن ذلك عسير علينا."



يتطلع مالك إلى التخرج من المدرسة الثانوية في العام القادم على
أمل أن يلتحق بالجيش، تمامًا كما فعل والده، إنه لشوط بعيد عن الشخص الذي
تقبل، حسب قوله، ما أخبره به الإرهابي الذي كان يُجند الآخرين، بأن أفراد
الجيش الذين هم على شاكلة والده مرتدون ويمكن قتلهم، غير أن البت في هذا
الموضوع استغرق منه ثلاثة أيام حتى أقنعه الإمام المنتمى إليه بالعدول عن
ذلك بعدما سَبَر أغوار الموضوع.



غير أن الدعوة للجهاد لا زالت تشده فحسب تصوره أصح الجهاد أو
النضال واجبًا على المسلمين، ولكن مالك يرى بأن الرهان يتركز على من هو
الذي يستطيع أن يقنع الشباب بالشكل الصحيح الذي يجب أن يتخذه النضال.



لقد قال عن المتطرفين: "أنهم قادرون حقًا على إقناعك." وبعد ذلك
تساءل بنيةٍ صادقة: "هل تستطيع مساعدتي، أريد أن أذهب إلى نيويورك لغناء
’الراب‘."





العائلة



إن إحساسك بالهوية في الجزائر يعتمد على الزمن الذي ذهبت فيه إلى المدرسة.



تستمتع حسينة بوبكر، البالغة من العمر ستة وعشرين عاما، بمشاهدة
القنوات الفضائية السعودية، ونشرة الأخبار باللغة العربية، فهي تشاهد ذلك
مع أمها وأخوتها الأربعة في غرفة واحدة في حين أن والدها نصر الدين، وهو
في الستين من عمره، يجلس في غرفة أخرى ليشاهد التليفزيون باللغة الفرنسية
وهى لغة تعليمه.



تقول حسينة عن والدها بصوت تخالجه مِسحةٍ من المحبة وخيبة الأمل
معا: "إنه ليس صارمًا جدًا، لقد أصبحت لدينا دراية بالدين أكثر من ذي
قبل."



ارتدت حسينة الحجاب في العشرين من عمرها لكن أختيها الأصغر سنًا
ارتدتا الحجاب في سن السابعة عشرة والخامسة عشرة على الترتيب. أما زينب
وهى الصغرى، والتي لم تبلغ حتى سن الثانية عشرة، لم ترتدى الحجاب بعد.



يرمز الحجاب إلى المسافة التي تفصل بين الأب وبناته، وعندما درس
الأب القرآن واعتبر نفسه إنسانًا متدينًا لم يكن الإسلام ليشكل حجر
الزاوية في هويته لأنه قال بأنه كان يعاقر الخمر حتى سنة 1986م، وهو الأمر
الذي يحرمه الإسلام. وعليه قالت له ابنته أمل: "إنني لم أكن أعلم بذلك من
قبل." وبعد ذلك قامت ابنته هذه، وقد بلغت سن السابعة عشرة، بالتلويح بقبضة
يدها، عبر ابتسامة عريضة ممازحة والدها قائلة: "سأقتلك."



تُبين لنا عائلة بو بكر حصيلة مشروع التعريب في المدرسة
الجزائرية، العائلة متماسكة، لكن الفجوة بين جيل وآخر واسعة جدًا، وهى
أوسع بكثير من الفجوة القائمة في البلدان الشرق أوسطية الأخرى، وهذا لا
يعود فقط الى النظام التعليمى ولكن تاريخ النظام التعليمي هنا يساعد في
توضيح وجود هذه المسافة بين الأجيال.



إنه يبدأ مع الاحتلال والمدارس المتخصصة في تدريب الطلاب على
النظام الفرنسي. قال المسؤولون أنه حتى بعد تحقيق الاستقلال في سنة 1962م،
كانت المدارس بحاجة إلى مواصلة التدريس باللغة الفرنسية نظرا لاحتياج
البلاد الى إداريين ومتخصصين يمارسون الوظائف التى كان يشغلها الفرنسيون
قبل رحيلهم. وذكر المسؤولون أيضا أن مشروع التعريب في سنة 1971م بدأ
بحماس شديد عندما مُنِعت اللغة الفرنسية في التعليم.



غير أن عدد المدرسين باللغة العربية لم يكن كافيًا مما تطلب
الاستعانة بمدرسين من مصر والعراق وسوريا، دون التحقق، كما يقول المسؤولون
من أن العديد من أولئك المدرسين كانت لديهم أفكار دينية موغلة في التطرف
مما ساعد على زرع بذور التطرف الذي ترعرع فيما بعد في النظام التعليمي حيث
أصبح التعليم مرادفًا للأسلمة، وهذا يعنى أن الأطفال في منزل بوبكر كانوا
أكثر تدينًا من أبيهم وأمهم.



وفى معرض حديثه عن جيل والده، قال عبد الرحمن البالغ سن الخامسة
والعشرين والذي هو ابن نصر الدين: "أنا تعلمت أصول الدين في المدرسة، نحن
نؤدي الصلاة أكثر منهم، وندرك ديننا أفضل منهم وعليه فإننا أكثر تدينًا
منهم. اعتاد أبي أن يشرب الخمر ولكنني لم أشربه في حياتي. لقد سألني أبي
إذا كنت موافقًا على أخذ قرض من البنك لشراء سيارة، فقلت له كلا لأن ذلك
حرام."



وهكذا لم يأخذ والده القرض.



نصر الدين رجل هادئ المزاج يعيش في منزل ينعم أفراده بإرادة
قوية، كان يحاول مساعدة أولاده في أداء واجباتهم المدرسية، ولكن بكل صعوبة
لأنه كان ضعيفًا في اللغة العربية، كان القلق يساوره دائمًا على مستقبلهم
ومستقبل بلده.



تحدث نصر الدين عن أولاده وعن جيلهم قائلاً: "الآن هم في مفترق الطرق، إما أن يتجهوا للغرب، وإما أن يبقوا هكذا ويصبحوا متطرفين."



بيد أن الأبناء لا يجيبونه على مثل هذه الملاحظات، وغالبًا ما
كانوا يواجهون والدهم بابتسامة حزينة لها دلالتها وكأنهم يقولون له أنهم
فعلوا كل ما في استطاعتهم تجاهه، وأنهم مسرورون لمدى التقدم الذي أحرزه.



تعيش عائلة نصر الدين في فيلا صغيرة ورثها عن والده الذي قُتِل في الحرب مع الفرنسيين.



كما أن زوجته نعيمة البالغة من العمر الثامنة والأربعين تنتمي
إلى جيل يختلف كلية عن جيله، فكانت من أوائل الناس الذين انخرطوا في عملية
التعريب التي كانت ترعاها الحكومة وقالت بأنها تتذكر بأن أستاذها كان
مصريًا، وكان المفترض أن يعلمها المواد الأكاديمية باللغة العربية لكنه في
نهاية المطاف تلقت على يديه الدروس الحقيقية الأولى في الدين.



إن التوجه للعقيدة يعود جزئيًا للتعليم ولكنه يتأثر أيضا بخيبة
الأمل التى تصيب الطلاب بسبب العيوب في المدارس. فالأبناء الثلاثة الكبار
حسينة، وسكينة، وعبد الرحمن رسبوا جميعهم في امتحانات البكالوريا ولم
يُسمح لهم بالتخرج أو الالتحاق بالجامعة، فقد دخل كل منهم الاختبار مرتين
وبعد ذلك لم يكن أمامهم خيار آخر سوى الالتحاق بمدارس التعليم المهني التي
لا توفر فرصًا للعمل المستقر.



بدأت الأم في تقديم وجبة الغداء المكونة من الكوالحياة المعد في
المنزل، كانوا جميعًا جالسين في غرفة المعيشة الرئيسية على أرائك بنية
اللون في حين أن نصر الدين كان منكبًا على حل الكلمات المتقاطعة باللغة
الفرنسية. وكانت حسينة ترتدى نفس البنطلون المخملي البرتقالي الذي كانت
تلبسه في اليوم السابق، كانت تضع على رأسها غطاء شكله مخملي برتقالي
مزينًا بوشاح عريض وردي اللون ومرتبطًا بدبوس في أسفل ذقنها.



وأثناء الحديث، انتقلت حسينة إلى الشكوى من أن معاملة الذكور في
المنزل تتم بصورة أفضل من معاملة الإناث. وانبرت حسينة للحديث مع أمها
قائلة: "الأولاد لا يغسلون الصحون، لماذا؟ ما السبب في هذه التفرقة؟ لو
كان لي ولد أو بنت لعاملتهما على قدم المساواة. على النساء أن يعمله طيلة
اليوم ويعودون للبيت للقيام بالتنظيف والطبخ – لا مناص من ذلك"، وهكذا
أبدت حنقها وهي تضع يديها على ركبيتها.



لقد أعرب نصر الدين عن ارتياحه لدى استماعه لابنته وهي تشتاط
غضبا طلبا للتحرر والتخلص من القيود، وقد تجلى ذلك في قوله بصوته الطبيعي
الهادىء: "النساء في هذه الأيام لديهن فرصًا أكثر مما اعتادوا عليه من
قبل، فالنساء قادرات على المشاركة في الألعاب الرياضية وهن محترمات."



قالت حسينة بكل لطف وهي تهز رأسها في اتجاه والدها: "كلا، طريقتي
في التفكير متأثرة جدًا بالدين، فديني يأمرني بأن أقول لا، هذا غير صحيح."



أما زينب، وهي في الثانية عشرة من عمرها فكانت قابعة في ركن
الغرفة، واضعة السماعات على أذنيها، مدندنة أغنية للمطربة ’بيونسي‘ وراسمة
ابتسامة على محياها فى الوقت الذى تقوم فيه أيضا بأداء وجباتها المدرسية.





مالك وأصدقاؤه



منذ أربعة سنوات قرر أمين أبا، البالغ من العمر تسعة عشر عامًا،
والصديق المفضل لمالك أن الوقت قد حان ليزيد من تمسكه بدينه ويتوقف عن
الاستماع للموسيقى وعن الرقص، ويضع حدًا للتسكع مع مالك، وقد طبق معظم ذلك
في أغلب الأحيان.



وفي معرض توضيحه للأسباب التي حدت به إلى الاعتقاد بأن تمسكه
بدينه كان هزيلاً خلال معظم أيام حياته قال أمين: "كانت معظم البلدان
الإسلامية واقعة تحت تأثير الأوروبيين، ولذلك أهملنا التمسك بديننا."



علق مالك على ذلك قائلاً: "مثلنا." تجدر الإشارة إلى أن مالك كان
واقفًا بجانب زميله الجديد، محمد لامين مسعودي، ذي الوجه الطفلي والبالغ
من العمر ثمانية عشر عامًا والذي ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة، وهكذا
انفجر الاثنان في ضحكة هستيرية.



مالك، وأمين، ولامين، كلهم يتعاملون مع ظروف الحياة بأساليب
متباينة، بمعنى أن أمين اختار التمسك بالدين، ومالك سار في خط معتدل
بالنسبة للاهتمام بالدين والاتجاه للفتيات وموسيقى ’الراب‘، أما لامين
فيبدو أنه ميال لليسار، مغرم بشرب الجعة وحب النساء فضلاً عن سعيه للعيش
في فرنسا.



لقد شعر كل منهم بالدفع والجذب للصراع السياسي الأيديولوجي
القائم في المدارس الجزائرية بين الذين يريدون إبقاء الوضع الراهن على
حاله وبين أولئك الذين يتطلعون إلى إعادة فتح النافذة تجاه الغرب. أما
الرسائل التي يتلقاها الشباب من خلال الأساتذة والمناهج الدراسية فإنها لا
تزال متماثلة في معظمها من حيث دعوتها لتعزيز الهوية العربية الإسلامية
غير أن ذلك يتغير، بكل تؤدة، وليس بدون صراع.



قالت فتيحة يومسي، وهي مستشارة بوزارة التعليم: "لم يكن بمقدورنا
أن نتصور إطلاقًا أن الجزائر يمكن أن تواجه، في يوم ما، عنفًا مصدره
الإسلام، لكن عندها، بطبيعة الحال، لا يمكننا أن ننكر حقيقة ما حدث."



يتوجه الطلاب إلى مدارسهم في جو يسوده التوتر الكامن لأن هناك
عددًا من الأساتذة لا يرغبون في رؤية التغييرات القادمة، وهذا الشعور
بالتوتر ملموس في أماكن مثل ثانوية محمد السعيد حامدين الواقعة في حي
حيدرة ، وهذه واحدة من أفضل المدارس والوحيدة التى سمحت السلطات المختصة
بالتعليم للمراسلين بزيارتها.



قالت السيدة فتيحة يومسي، وهي تقدم أحد أساتذة اللغة العربية
خلال الجولة الصباحية في المدرسة: "إنه إسلامي ولا يود مصافحتي." وعندما
تجولت في المدرسة أشارت إلى الجبهة التي تتصدر النضال المتمثل في جعل
الأولاد والبنات متواجدين سوية في فصل واحد.


وقالت: " ترون كيف أن جميع الصفوف مختلطة، وهذا هام جدًا وقد حاربنا من أجله، وهذا هو السبب الذي جعلني مستهدفة حتى الموت."



إن هويات الشباب مثل مالك وأمين ولامين معرضة للخطر، مالك شاب
طويل القامة عريض المنكبين وحائز على الحزام البني في الجودو. شعره قصير
وغالبًا ما يكون مكتلا إلى الأمام، وعندما يكون متوترا فإنه يتلعثم فى
الكلام، وهو يؤدي الصلوات الخمس يوميًا، ثلاثة منها في المسجد أو في
المكان المقرر لأداء الصلاة في مدرسته الثانوية، واثنين في المنزل.



يدرس مالك وأصدقاؤه في ثانوية الأمير عبد القادر التي تعتبر أكبر
مدرسة في المدينة، وهي بناية ضخمة شيدها الفرنسيون خلال العهد الاستعماري
وزودوها بأبواب بحجم أبواب القصور، قالوا أن المسؤولين الحكوميين رفضوا
السماح للمراسلين بالدخول إليها نظرًا لاندلاع شجار بين الأساتذة والمدير.



يركز الشباب جهودهم على النجاح في الامتحانات لأن الجزائر
العاصمة مكتظة بمثل أولئك الذين رسبوا في دراستهم. يقول المسؤولون أن أكثر
من خمسمائة ألف طالب يرسبون سنويًا، وحوالي عشرون في المائة فقط ينتقلون
إلى المدارس الثانوية، وحوالي النصف فقط ينتقلون من الثانوية إلى
الجامعة. فأغلبية الراسبين هم من الشباب الذين لا يرون وجود أي علاقة بين
العمل والمدرسة، يذكر المسؤولون أن الفتيات ينزعن إلى التمسك بالمدرسة
لأنها توفر لهن الاستقلال عن الوالدين.



يقول المسؤولون التعليميون أن الشباب في الجزائر يتركون المدرسة
لأنه لم تعد هناك أي علاقة بين التعليم والتوظيف، فالمدارس تربيهم تربية
دينية دون أن تعلمهم المهارات اللازمة للحصول على وظيفة.



وهذا سبب آخر للتطرف وهو أحد الأسباب التي تدفع الشرطة إلى عدم
التعرض للعديد من الشباب الذين يعملون في الشوارع بصورة غير مشروعة
ليبيعوا كل شيء من مزيل العرق الى الخبز من الأكشاك المؤقتة.



قال محمد درويش، وهو أستاذ للدراسات الاجتماعية في إعدادية محمد
بوراس لدى مروره بالشباب الذين يبيعون في الشوارع: "هذه الأكشاك غير
قانونية، ولكنهم يتركونهم وشأنهم ليفعلوا ذلك على سبيل المحافظة على الأمن
وبسبب البطالة لأن منعهم من البيع يؤدي إلى خروجهم لحمل السلاح."



مالك وأمين ولامين يحاولون جميعهم تجنب ما آلت إليه أوضاع غالبية
أصدقائهم وهو البيع في الشوارع، فالشابان لامين ومالك يحاولان التركيز على
الدراسة، ومرد ذلك، كما يقولان، إلى أن رسوبهما في الامتحان يحرمهما من
الانخراط فى صفوف الجيش مما يوصد أمامهم أبواب الحصول على منزلة رفيعة في
المجتمع الجزائري. ولذلك ركزا جل اهتمامهم على المناهج العلمية، رغم أن
قلبيهما غير متعلقين بذلك، وفي هذا الصدد قال لامين: "أنهم لا يدعونك تحب
التعليم في هذا البلد."



تقابل مالك مع أمين عندما انتقلت عائلة هذا الأخير إلى مجمع سكني
لعائلات العسكريين، المحاط بالجدران المرتفعة وبرجال الأمن كذلك ، وهذا هو
المكان الذى يعيش فيه مالك، يقع هذا المجمع السكني تمامًا بجانب حي
القصبة، وهو حي عربي قديم تتلوى فيه الشوارع تحت التلال المنحدرة من أعالي
الجبال في اتجاه البحر، حدث ذلك منذ أربعة سنوات حيث أصبح الشابان صديقان
يتوجهان سويًا إلى المسجد ليمارسا التجويد فى تلاوة القرآن.



لكن عندما تزايد الحس الديني عند الشاب أمين، بدأ مالك في
الابتعاد عنه مراعاة لوضع والده، فقد قال: "الجيش واللحية أمران لا
يستويان." لذلك حلق مالك لحيته وبدأ في قضاء كل وقت فراغه مع لامين الذي
بلغ ربيعه الثامن عشر، كان هذا الأخير حليق الرأس مثبتًا في أحد أصابع يده
اليمنى خاتمًا من الفضة مطعمًا بأجار من الزجاج.



كان من أحد أماكنهما المفضلة للاسترخاء هو مقام الشهيد، وهو النصب التذكاري لأولئك الذين سقطوا في الحرب ضد الفرنسيين.



يرتفع صرح هذا النصب إلى أكثر من ثلاثمائة قدم في كبد السماء،
وحوله ثلاث رافعات من الأسمنت المسلح، كل منها متجه للقمة.. كانت السماء
مكسوة بالزرقة والسحب البيضاء، وكان الريح متثاقلاً عندما انقلب مالك فوق
الرصيف رافعًا قدميه في الهواء ومثبتًا كتفيه فوق الأرض. وفجأة انطلقت
موسيقى "الراب" الجزائري من الهاتف الجوال التابع للامين بينما أخذ
الشابان يرقصان ويضحكان حتى تعبا.



وبعد ذلك، لف أمين ذراعه حول كتف مالك وشرع الاثنان في تلاوة
القرآن بأصواتهما المشجية التى انطلقت عبر الرياح. أما لامين فقد وقف
صامتًا.



قال أمين: "لم يبق لي إلا خمسة وعشرين يومًا على موعد الامتحان،
لذا يجب أن أعود إلى المنزل لأن أمي ستُصاب بالجنون إذا لم أقم بواجب
الدراسة."



وعندما انصرف سئُل لامين عن شعوره تجاه أمين، كان لامين دائمًا
يمزح معه مقترحا عليه الخروج سويًا للذهاب إلى الحانة لشرب الجعة، كما أن
لامين لا يذهب مع مالك لأداء الصلاة وغالبًا ما يتحدث معه عن شرب الكحول،
وقال أنه تم إلقاء القبض عليه منذ سنتين وهو يحاول التسلل إلى باخرة متجهة
إلى فرنسا.



قال لامين عن أمين: "إنه جيد، ولا أريد أن أكون مثله، أريد أن أكون متدينًا في يوم ما أيضا."




الجزائر تايمز / ساهمت منى النجار فى هذا التقرير من العاصمة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://scream.1fr1.net
scream
المِؤسس
scream


الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Algeri10
scream.1fr1.net
الطاقة : 1835
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل 2s8mm36
نقاط : 22129897
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل 10

الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل   الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Emptyالأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 0:00

إيه مادام راهم يشوفو فينا دي كوباي أو ما يعرف بفئران التجارب
راهم يجربو فينا واش ظهرلهم
ويقولك وعلاش الشباب فسدو
لا لا ما زالو ماشافوش الفساد كيفاش زيو أصبر برك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://scream.1fr1.net
issamt50
عضو متألق
عضو متألق
issamt50


الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Algeri10
https://scream.1fr1.net
الطاقة : 240
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Vsf3ty
نقاط : 19330
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Get-7-10

الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل   الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل Emptyالجمعة 6 نوفمبر 2009 - 19:57

راهم يشوفوا فينا ""غاشي"" المهم شعب يحكموا فيه
لا يسمع.........الا ما يردون
لا يرى .............الا ما يريدون
لا يتكلم ...........الا ما يريدون

السيستام قاري ودار لتلركيبة الانسان الجزائري من الرضاعة الى الشيخوخة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://scream.1fr1.net
 
الشباب الجزائرى ممزق بين جذب الماضى وجذب المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: العالم بعيون عربية :: قضايا عربية-
انتقل الى: