فرض صاحب حديقة للألعاب بالعاصمة الجزائرية نظاما صارما يتم بموجبه طرد الشبان والفتيات الذين يتم ضبطهم يمارسون أفعالا "منافية للأخلاق"، ولضمان احترام هذا النظام الداخلي وظف رجال حراسة وأمن على شاكلة شرطة الآداب، أوكل لهم مهمة مراقبة الحديقة طيلة ساعات العمل، الأمر الذي جعل الحديقة تشهد إقبالا كبيرا من طرف العائلات الجزائرية في العاصمة وخارجها، خصوصًا فئة "الملتزمين" منهم.
وباتت تلك الحديقة تعرف لدى العامة باسم "حديقة الإخوة" عوضا عن اسمها الأصلي وهو "حديقة الأحلام" (دريم بارك)، بسبب إقبال الملتحين وعائلاتهم على هذا المكان، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الجزائريين يطلقون لقب "أخ" على كل رجل ملتح يلبس جلبابًا قصيرا وتبدو عليه سيماء الالتزام.
ولا يتحرج صاحب الحديقة عمر بعزيز، من هذه التسمية، حيث يقول متحدثا لـ"العربية.نت" إن وصف حديقته بأنها مكان للإخوة والملتزمين شرف وليس اتهاما، وهو ما يعني بحسبه أن الحديقة "الواقعة بقصر المعارض شرقي العاصمة مكان محترم تستطيع العائلات الجزائرية المحافظة زيارتها دون أن تصطدم ببعض المشاهد المخلة بالحياء، التي من الممكن أن توجد في حدائق عامة أخرى".
وبدا طريفا، توظيف صاحب الحديقة غير الملتحي، لمساعدة غير محجبة تقوم بمساعدته في تسيير شؤون الحديقة، وسألت"العربية.نت" مساعدة السيد عمر عن السر في إقبال فئة الملتزمين على الحديقة في وقت سمح صاحبها بتشغيل فتاة "سافرة" تعمل بجنبه طوال اليوم، فأجابت المتحدثة بأن "الحديقة مفتوحة لكل فئات المجتمع بدون تمييز، وهناك شرط واحد يتمثل في احترام تعاليم الدين وتقاليد المجتمع".
"شرطة آداب" وكاميرات لمنع الخلوة
وعلّقت إدارة "حديقة الأحلام" على بابها الرئيس لافتة مكتوب عليها "يجب ارتداء لباس محترم"، كما نصبت حراسًا عند الباب مهمتهم تمييز الشباب المعاكس من غيره، وتتعرض فئة المعاكسين من الشباب لمراقبة صارمة إذا سمح لهم بدخول الحديقة.
ويقول صاحب الحديقة لـ"العربية.نت" في هذا الشأن إن "العام الأول لفتح الحديقة شهد مشاكل كثيرة مع الزوار خصوصا فئة العشاق، لكن الجميع تفهم الوضع لاحقا، وعرف أن الحديقة لا توفر هذه الخدمة". وتم تزويد حراس الحديقة بأجهزة اتصال حديثة لمراقبة كل زواياها، فضلا عن نصب كاميرات مراقبة تغطي مساحة 80 بالمائة منها، ويقول أحد الأعوان إن "العائلات تفاعلت معنا وأصبح الزوار هم من يبلغون عن أصحاب السلوكيات المشبوهة".
ولا توجد عقوبات مادية ضد المخالفين لنظام الحديقة، سوى القيام بطردهم مباشرة إذا لم يكفوا عن التصرفات المشينة بعد تنبيههم، بحسب أحد الحراس، لأن المطلوب بحسب المتحدث هو "عدم إزعاج العائلات التي تزور المكان لترتاح وليس لمشاهدة أفلام خلاعة".
ca c BLADI fait comme tu veut le rest ont sont FOU